ديباجة المؤتمر
لم يختلف المفكرون والعلماء في تاريخ المعرفة الإنسانية على قضية كما اختلفوا على إشكالية الإنسان، فإذا درست ماضيه سُميت (علم التاريخ)، وإذا تناولت علاقاته مع محيطه كانت (علم اجتماع)، وإذا بحثت سلوك الفرد ووعيه أضحت (علم نفس)، وإذا كان موضوعها رعاية الأفراد وتنشئتهم أصبحت (علم التربية).
ومما لا شك فيه أن العلوم الإنسانية ومنها التربوية وجدت بوجود الإنسان وتطورت بتطوره، فالأمر لا يقتصر على توسع موضوعاتها التي أغنت بها ميادين المعرفة الإنسانية بقضايا لم تعرفها سابقاً، بل الأهم هو التطور الجوهري الكبير الذي أبدعه الإنسان في تطوير مناهج دراسة الموضوعات المختلفة للعلوم الإنسانية التي استفادت بشكل كبير من مناهج العلوم الطبيعية الدقيقة أيضاً.
وشهد القرن الماضي ثورة منهجية في العلوم الإنسانية ليس على صعيد النتائج الدقيقة والعلمية التي تنشدها المنهجيات الجديدة فحسب، إنما أيضاً في الموضوعات الإنسانية المستجدة التي فرضتها الحياة المعاصرة، مثل: العولمة، الهوية، وصراع الحضارات، مستقبل العلاقات الإنسانية في ظل التكنولوجيا، وصولاً إلى المشكلات الإنسانية والاجتماعية والنفسية التي أحدثها ظهور فيروس كورونا في نهايات العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.
وبعد النجاح الكبير والسمعة الطيبة التي حققها هذا المؤتمر بنسخته الثامنة تنظم جامعة إغدير الحكومية التركية وأباي الكازاخيةو الرابطة الدولية للتعليم و البحث الأكاديمي بالتعاون مع أكاديمية ريمار التركية -المؤتمر العلمي الدولي التاسع للأبحاث الإنسانية والتربوية- بنظام المشاركة حضورياً في إسطنبول وأيضاً عن نظام إلقاء البحث عن بعد، أيام 14-15-16 يناير / كانون الثاني 2025م.
وتدعو إدارة المؤتمر جميع المهتمين من باحثين وأكاديميين، وأساتذة جامعيين، وكل المهتمين بحقل الدراسات الإنسانية والتربوية المعاصرة للمشاركة في هذا المؤتمر الذي يوفر فرصة المساهمة في تقديم رؤى وتصورات علمية جديدة تستجيب للحاجة الملحة التي فرضتها القضايا المستحدثة في المجتمع الإنساني المعاصر، وهذا لا يتحقق إلا في إطار علاقة تشابكية تفاعلية يقودها عقل الفريق البحثي الذي تحاول إدارة المؤتمر المساهمة في صناعته.